قبول الفنانات بالمشاهد "المخلة".. سياق درامي أم "تأشيرة" للشهرة؟
مع كل موسم تتوالى وتتزايد أسماء الفنانات اللاتي يوافقن على قبول مشاهد جريئة أو مخلة، خاصة في بداية مشوارهن الفني.
وفوجئت الجماهير مؤخرًا بنجمات ”صف أول“ يقبلن بتلك التنازلات مقابل دور في أحد الأفلام، وربما مشهد.
وفي الوقت الذي لجأت فيه فنانات لتلك النوعية من الأدوار في بداية مشوارهن الفني، وسرعان ما يتبرأن منها بعد وصولهن إلى النجومية، تجد أخريات وصلن بالفعل للنجومية ولديهن إصرار على هذه الأدوار طمعًا في المزيد من الشهرة لدعم نجوميتهن، ويتذرعن بأنه سياق درامي للعمل الذي يقدمنه.
وتعتبر نسرين أمين هي آخر الفنانات اللاتي قدمن أدوار إغراء، من خلال ارتداء ملابس مثيرة في مسلسلها الذي يعرض حاليًا ”زلزال“ مع الفنان محمد رمضان، وسبقها في ذلك بدايات الفنانة وفاء عامر ودورها في فيلم ”الواد محروس بتاع الوزير“، ومشاهدها الجريئة مع عادل إمام، وكذلك تلك المشاهد التي جمعتها مع محمد رمضان في مسلسل ”نسر الصعيد“ في رمضان الماضي.
وتلاحق مخرجون ومنتجون اتهامات باستغلال ممثلات في مقتبل عمرهن الفني مقابل العمل والشهرة، وهنا نذكر حورية فرغلي في فيلم ”كلمني شكرًا“ والتي أعلنت مؤخرًا ندمها على تقديم هذا الدور الذي صنفها كممثلة إغراء، وعزت موافقتها عليه إلى قلة خبرتها الفنية وألقت باللوم على مخرج الفيلم خالد يوسف، الذي أجبرها على تجسيد مشاهد بملابس جريئة لم تكن مذكورة في سكريبت الفيلم.
وسارت على دربها التونسية هند صبري التي تنصلت من دور الإغراء الذي قدمته في أولى تجاربها السينمائية ”مذكرات مراهقة“ مع المخرجة المثيرة للجدل إيناس الدغيدي، ومثلها فعلت منة شلبي تجاه دورها المثير في فيلم ”الساحر“، ومثل نيكول سابا في أول ظهور لها في فيلم ”التجربة الدنماركية“، ومشاهدها الجريئة مع عادل إمام، والقائمة تطول.
فيما أقلعت أخريات عن أدوار الإغراء في التمثيل، مثلما شاهدنا الفنانة غادة عبدالرازق في مسلسل ”حدوتة مرة“ المعروض حاليًا، ولم تقم بمثل هذه المشاهد في المسلسل، وظهرت بعباءة محتشمة طيلة حلقات المسلسل الأولى، وحتى في مشهد يجمعها بزوجها ارتدت قميص نوم محتشمًا لم يظهر أي جزء من جسدها، واكتفت بأن يكون لونه أحمر، على غير ما اعتدناه عن عبد الرازق في مسلسل ”زهرة وأزواجها الخمسة“ على سبيل المثال، وكم قمصان النوم الصريحة التي ارتدتها في العمل.
وقالت غادة عبد الرازق خلال حوارها في برنامج ”عايشة شو“ على فضائية النهار المصرية إن حفيدتيها تتحكمان في اختيارها لأعمالها، حيث إنها ترفض بعض الأعمال من أجلهما، وبالفعل هناك الأعمال أو الأدوار التي أصبح لا يمكن أن تقدمها بسبب وجود خديجة وجورية في حياتها، فهي تعمل حسابًا لهما وتفعل أي شيء من أجلهما.
ويبقى السؤال الأهم هو: القبول بالمشاهد المخلة.. هل هو تأشيرة الفنانات للشهرة؟ أم أنها وسيلة للوصول إلى غايتهن وهي النجومية؟
الناقد الفني طارق الشناوي اعتبر أن موافقة الفنانات المبتدئات على تلك الأدوار هو نهج متبع بشكل طبيعي بتأدية الفنانات أدوارًا جريئة في بدايتهن يتبرأن منها عند مرحلة الوصول، ثم يبدأن في انتقاء أدوارهن بعيدًا عن الإغراء.
ورأى طارق الشناوي أن الإغراء ليس بالضرورة أن يتمثل بالابتذال والملابس الكاشفة المثيرة، وربما قد يتجسد، واستشهد بالفنانة الراحلة هند رستم معتبرًا أن مشاهدها الجريئة ليست إثارة بالجسد، ودلل على ذلك بأنها ربما قد تكتفي بالعباءة كما فعلت في فيلم ”باب الحديد“ وتجسد بالعباءة كل معاني الإغراء.
أما الفنانة نادية لطفي وفي تصريحات خاصة لفوشيا، فقد شنت هجومًا مضادًا على تلك النوعية من الأدوار، منتقدة الممثلات اللاتي يلجأن إلى الإغراء بارتداء الملابس المثيرة، واصفة تلك الظاهرة بالجديدة والغريبة، معتبرة أن النجمات في الوقت الحالي يتنافسن على التجرد من ملابسهن وإظهار أثدائهن.
من جانبه، قال المخرج محمد أبو سيف إن تلك المشاهد غير مبررة أحيانًا، مؤكدًا في الوقت نفسه أنه لا ضير في بعض تلك المشاهد في الأعمال الفنية طالما ضرورية ويتطلَبها السياق الدرامي للمسلسل، منددًا بتحول تلك المشاهد مؤخرًا إلى سلعة ترويجية للعمل، ومشددًا على أن الاختلاف بين تناول الإغراء والبيع بالإغراء.
واعتبر أن تلك الفنانات اللائي يلجأن لها ليس لديهن موهبة التمثيل، بل يتمتعن بأجسام مثيرة فقط ولا يجدن تأدية تلك الأدوار.
كما هاجم المخرج المصري، المخرجين الجدد الذين يتعاملون مؤخرًا مع أدوار الإثارة من مدخل الملابس العارية والإغراءات المبتذلة، موضحًا أن الإغراء جانب رئيسي في الكون، ولكن ربما يسمح في مناقشته بشكل علمي وليس للبيع به.
إرسال تعليق
image video quote pre code