من هو هواري منار؟
توفي الإثنين، مغني الراي الجزائري المشهور ” هواري منار“، عقب إجرائه عملية تجميل”شفط للدهون” في إحدى العيادات الخاصة بالعاصمة الجزائرية.
ورغم أن وزارة الثقافة الجزائرية لم تعلن لغاية الآن، خبر الوفاة إلا أن مواقع محلية تطرقت إليه دون تقديم تفاصيل عن سبب الوفاة المباغتة، وسط حديث عن إمكانية أن تكون وفاته بسبب تأثير مضاعفات التخدير الذي تلقاه تحسبًا لعملية جراحية.
ومن المفارقات الغربية أنه بالرغم من كثرة الانتقادات التي طالت الراحل، إلا أنه حقق قاعدة جماهيرية واسعة النطاق تجلت في الإقبال الكبير على أغانيه وحفلاته المقامة في النوادي الليلية.
وأثارت الميول الجنسية لـ”هواري منار” المنحدر من مدينة وهران عاصمة الغرب الجزائري ، الكثير من الجدل، خاصة أنه مطرب مثلي يُعبر من خلال أغانيه عن الحب المثلي، وقصصه الغرامية الشخصية، أو الخيالية مع الرجال.
ولطالما رفض الفنان أن تُطرح حياته الشخصية في الإعلام، كما أنه تجنب خلال كل مقابلاته الصحفية التعليق على أسباب غنائه عن الرجال، وحتى عن ميولاته الجنسية.
ودخل “هواري منار” ذو الـ 36 عامًا، مجال الغناء، عقب تأثره بوالدته التي كانت من بين أشهر “المدّاحات” في مدينة وهران غرب الجزائر. حيث كان يرافقها في الحفلات والمناسبات العائلية متنقلة بين مدينة وهران الجزائرية ومرسيليا، وعدد من المدن الفرنسية الأخرى.
وانتقل “منار” إلى العيش في فرنسا برفقة عائلته، وبالتحديد مدينة مرسيليا العام 1992، بالتزامن مع الأحداث الأمنية التي عاشتها الجزائر في تسعينيات القرن الماضي، لكنه عاد للاستقرار في الجزائر بعد سنة من وفاة شقيقة.
وتشكل مدينة مرسيليا الفرنسية ملتقى مختلف نجوم الرّاي الجزائريين.
وروى الفنان الراحل خلال مقابلات صحفية أنه لم يكن يفكر بتاتًا في ولوج عالم الغناء، وكان مجرد مساحة ترفيه وتسلية حيث عمل في مجال الخدمات الفندقية في المدينة الفرنسية مرسيليا واشتغل فيه لأشهر، قبل أن يتفرغ للموسيقى.
ونُقل عنه أنه دخل عالم الفن بالصدفة، عندما طلب منه، مدير المركب السياحي «النخلة» في مرسيليا العام 1997 في إحدى السهرات، وسنّه لم يتجاوز السّابعة عشر، اعتلاء المنصة بسبب غياب المغني الرئيس، ومن هناك بدأت رحلته مع الغناء.
وحققت أغنيته التي أصدرها صيف 2006 نجاحًا باهرًا والتي حملت عنوان “عشقك إيمورتال” أي بمعنى (عشقك خالدًا)، وتلتها أغنية “عشقك مون تراتمو” (عشقك دوائي)، والتي حظيت بانتشار كبير.
وكان “هواري منار” شخصًا منبوذًا من طرف العائلات الجزائرية المحافظة، وكان جمهوره من فئة الأشخاص الذين يرتادون الملاهي الليلية، أو الذين يميلون للطابع الذي يؤديه، حتى أنه كان ممنوعًا من الظهور عبر التلفزيونات الحكومية، وحتى الخاصة.
ورغم ما أفرزه الظهور المثير لـ”هواري منار”، على حلبات الغناء، ومنصات التواصل بأزياء نسائية، وكلمات جريئة، إلاّ أنّ الفتى المنحدر من ضاحية “مارسيليا” الجنوبية في فرنسا، ردّ بثقة كبيرة في النفس على منتقديه، ومحاولات البعض لتوظيفه كمادة للسخرية والتندر.
ورغم تركيزه الواضح في أغانيه على “ميله للرجال”، ظلّ، هواري منار، يعارض بشدة اعتباره “شاذًا”، مدافعًا بكيفية غير مباشرة لصالح “طرح متوازن” في التعاطي مع المثليين بعيدًا عن الإدانة الجاهزة، وعقلية محاكم التفتيش في القرون الوسطى.
والمثير أنّ مرور، هواري منار، عبر إحدى القنوات الجزائرية الخاصة في رمضان الأخير، لم يفرز ضجيجًا كبيرًا، بشكل مغاير لتوجسات ملاّك القناة المذكورة، وعلى العكس تمامًا حظي اللقاء بنسبة مشاهدة خيالية، تضاعفت أكثر في نسب المواكبات المليونية لأغانيه عبر حسابه الرسمي على شبكة “يوتيوب” وغيرها من وسائل التواصل الاجتماعي.
إرسال تعليق
image video quote pre code